المنتجات السيناوية تحتاج لحماية حقوق الملكية الفكرية
يستعد المجلس القومى للمرأة لتوثيق حرف يدوية مثل المشغولات النحاسية والتطريز لحماية التراث المصرى من السرقة والتقليد و تقول د.سهام جبريل مديرة اإعلام سيناء ومقررة لجنة المحافظات بالمجلس : أن الحرفيين والسيدات بشمال سيناء لهم حرف خاصة بمحافظتهم مثل ” التطريز، تجفيف الأعشاب والنباتات الطبية والنادرة ، تجفيف الفواكه السيناوية مثل التين والمشمش ، تربية النحل على زهور النباتات الجبلية والبرية “، وكلها حرف أصلية وغير مقلدة ، ويتم تصنيعها يدويا ، لذا فهى منتجات أصلية تحافظ على البيئة لأنها منتجات صناعية وغذائية مصنوعة بدون معدات ولا ماكينات ولا مواد كيميائية ، وكلها حرف قديمة لذا هى غير ضارة بصحة الإنسان ولا بالبيئة
الاهتمام بالحرف السيناوية
وأوضحت د.سهام لموقع الأخبار المسائى : أنه يجب أن يعود الاهتمام بهذه الحرف التراثية لأنه يوجد عزوف عن العمل فيها حاليا لأنها غير مربحة ويتم بذل مجهود كبير بها ، لذا تحتاج للدعم وتابعت د.سهام قائلة : أن الحرف اليدوية تحتاج للحماية عبر الأجهزة المعنية بالحفاظ على التراث بأن تقوم هذه الجهات برعاية أصحاب الحرف عبر الجهات الرسمية والوطنية مع الاهتمام بمدارس التعليم الفنى التى تقوم بتدريس كيفية تصميم وإنتاج هذه المشغولات اليدوية ، كما يجب الاهتمام بالكليات التى تنتج جيل جديد من هؤلاء الصناع المهرة مثل كليات الاقتصاد المنزلى والفنون الجميلة للحفاظ على التراث
دعم الخامات
و أوضحت مقررة لجنة المحافظات بالمجلس القومى للمرأة : أنه يجب على الدولة ومؤسسات المجتمع المدنى أن تساعد الحرفيين بتوفير الخامات لهم بأسعار رخيصة ومدعمة ، فـ ” رول ” القماش الجيد كان سعره ١٠٠ من خمس سنوات ، الآن سعر ” الرول ” وصل لـ١٢٠٠ جنيه ، الخرز والترتر والحلى المعدنى الذى يتم التطريز به وتزيين الملابس كان سعره “٥ “جنيه الآن سعره وصل إلى” ٥٠” جنيه ، كيلو الخيوط كان سعره يتراوح من خمسين. الى سبعين جنيه الآن سعره يتراوح من ٣٥٠ إلى ٤٠٠ جنيه وتلك أسعار سوق الجملة ، فعند تاجر التجزئة وصل سعر كيلو الخيوط ل٥٠٠ جنيه ، بكرة الخيط كان سعرها ٣جنيه الأن وصل سعرها ل٥٠ جنيه ، ولذا سعر بيع الشال كان ٣٠٠ جنيه ولكن الآن وصل سعر بيعه للمستهلك إلى ألف جنيه وأكثر لتعويض التكلفة وارتفاع أسعار الخامات ، بل إن السيدات المنتجات لهذه الملابس والسلع يضطرون للبيع بسعر أقل من سعر التكلفة مما يتسبب فى حدوث خسارة لهم وتسويق منتجاتهم من خلال معارض لإنتاج جيل جديد بدلا من الأجيال السابقة التى كانت تعمل بالمشغولات اليدوية وتوقفت أو توفيت ، لذا يجب أن تتوافر معارض وأسواق لعرض وبيع منتجاتهم لدعم هذه الصناعات الصغيرة ، كما يجب أن يتوافر الدعم من مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى المعنيين بحماية التراث والبيئة
الحرف اليدوية والبيئة السيناوية
وأوضحت د.سهام أن توثيق الحرف السيناوية الأصلية خطوة هامة يقوم بها المجلس القومى للمرأة بالتعاون مع الجهات الحكومية لحماية التراث السيناوى من التقليد ، لأن الحرف السيناوية اليدوية هى التى تعبر عن البيئة والمجتمع السيناوي كما أنها تحمل تفاصيل الحضارة المصرية بسيناء وأشارت د.سهام : أن توثيق الحرف السيناوية لحمايته من التقليد لأنه متشابه مع التراث الأردنى والسورى ، ولكن التراث السيناوى يختلف عن الاردن وسوريا لأن التراث السيناوى مرتبط بالطبيعة الصحراوية لذا فالرسومات التى يتم تطريزها تكون النخيل والزيتون والجمال ، حتى الألوان التى يتم بها تلوين المنتجات السيناوية نابعة من البيئة السيناوية فعلى سبيل المثال يكثر استخدام ألوان البلح السيناوى على المنتجات اليدوية السيناوية وهى ألوان تختلف عن ألوان المنتجات الزراعية بالأردن
الإحساس بالطبيعة
وتابعت د.سهام قائلة : كما تختلف أشكال وألوان الطيور بسيناء عن الموجودة بسوريا والأردن ، ولذا فالمنتجات السيناوية يتم تصميمها طبقا للإحساس بالطبيعة السيناوية نفسها ولذا فهى أصلية ولا يمكن تقليدها ،و المقلد منها بالماكينات أو من الصين لا يحمل هذا الإبداع ولا هذه الروح ولا الإحساس بالبيئة السيناوية ولا بحضارتها.
حماية التراث السيناوي
يقول أشرف المشرحانى المسئول بوزارة الثقافة بشمال سيناء : أن التراث السيناوى يضم العديد من المنتجات التى تحتاج لحماية حقوق الملكية الفكرية الخاصة بها وتحتاج للحماية من التقليد ، لأنها منتجات من التراث الخاصة بالمجتمع السيناوى مثل “الأوانى الفخارية ،مطحنة الأرز والبن ،أوانى اللبن والجبن والسمن والزلع “.
منتجات من البيئة السيناوية
وأشار المشرحانى : أن كل هذه الأوانى والأدوات منتجات يستخدمها البيت السيناوى ويتم تصنيعها من المكونات المتوفرة عند السيدة السيناوية بمنزلها والموجودة بالبيئة السيناوية ولذا هى تخص المجتمع السيناوى و غير ضارة بالبيئة بل تحمى البيئة من التلوث
معرض المنتجات السيناوية
وأوضح المشرحانى لموقع الأخبار المسائى : أن وزارة الثقافة دعت أهالى شمال سيناء لتجميع كل المنتجات السيناوية التراثية لعرضها بمعرض بدار التراث والحرف والفولكلور السيناوى وتم افتتاحه فى أعياد تحرير سيناء فى شهر إبريل الماضى ، حيث تم عرض الكليم ،الملابس اليدوية التى تضم الشال والعباءة السيناوية بالإضافة للمشغولات اليدوية
تدريب الأجيال الجديدة
و أضاف المشرحانى : أنه يتم تنظيم ورش تدريبية لتعليم الأجيال الجديدة من الشباب تفصيل الزى السيناوى وتطريزه ، كما توجد ورش أخرى لتعليم الشباب منتجات الحرف البيئية التى تحافظ على البيئة مثل إنتاج الأوانى الفخارية و غيرها من الحرف لتظل هذه الحرف مصرية أصيلة ولنقل هذه الحرف للأجيال الجديدة وتعريفهم بها فهى تخص المجتمع السيناوى مما يساعد على حمايتها من التقليد والاندثار ، كما أن تعليم الأجيال الجديدة لهذه الحرف يعمل على تجديد التراث أيضا لأن هذه الأجيال الجديدة ستنقل التراث وتضيف عليه لمساتها الحديثة فيحدث تجديد وإحياء لهذا التراث
مصدر للدخل
وأكد المشرحانى : أن تدريب الشباب والأجيال الجديدة على الحرف اليدوية السيناوية لكى ينتجوا منتجات تدر عليهم دخل وربح ،خاصة وأن المنتجات السيناوية تم عملها يدويا لذا فهى أصلية ،فالفتاة السيناوية تقوم بتفصيل وتطريز الطرحة أو الشال السيناوى فى أسبوع ، أما المنتجات المقلدة والمنتجة من خلال الماكينات وأجهزة الكومبيوتر فهى تقلد تصميمات الشغل اليدوى الأصلى وتنتج منه آلاف القطع
علامة تجارية للحرف التراثية
ويقول جبريل محمود وكيل براءات وتسجيل علامات تجارية :أن أصحاب أى مهنة أو حرفة تراثية لابد وأن ينضموا لكيان اعتبار كمنظمة أو جمعية لتسجيل علامة تجارية لمنتجاتهم ، وتمييز منتجاتهم بها
علامة تجارية جماعية
وأوضح جبريل : أن القانون المصرى لم يشترط أن يكون لهذا الكيان منشأة صناعية أو تجارية يمتلكها ويمارس فيها النشاط الذى يقوم به الأعضاء المنتمين لهذا الكيان وهو ما يتفق مع اتفاقية باريس ، فلا يجوز رفض تسجيل جمعية لعدم وجود مقر لها بالدولة المراد تسجيلها فيها ، ولذا عند تسجيل علامة تجارية جماعية لابد أن يكون ذلك من خلال جمعية أو شركة وينضم لها أعضاء وعندما يتم إنتاج المنتج بنفس الجودة والمعايير يحق لهؤلاء الأعضاء أو أى عضو جديد أن يستخدم نفس العلامة التجارية وأشار جبريل : أن القانون رقم ٨٢لسنة ٢٠٠٢ نص فى المادة ٦٩ على أن العلامة التجارية الجماعية تستخدم لتميز منتج ينتجه مجموعة من الأشخاص ينتمون لكيان معين
سرقة التراث
وأكد جبريل : أن تسجيل العلامة التجارية لأى منتج محلى تحميه من التقليد وبالتالى لا يحدث ضرر للاقتصاد القومى ، كما أن تسجيل العلامة التجارية للحرف يعمل على حماية التراث من سرقته من أى دولة وتقوم بعد ذلك لنسبه لنفسها ، كما أن تسجيل منتجات الحرف يثبت أنها مصرية و أصلية مما يساهم فى زيادة الدخل القومى من هذه الحرف عند بيع منتجاتها ، كما أن المنتج الأصلى له خصائص وسمات وجودة معينة أعلى بكثير عن المنتج المقلد
توثيق التراث بالمؤشرات الجغرافية
وتابع جبريل قائلا: أن موقع إنتاج أو تصنيع المنتج تعتبر أحد أشكال حماية الملكية الفكرية والعلامة التجارية له وهذا ما يقوم به المؤشر الجغرافى ، فالمؤشر الجغرافى هو عبارة عن إشارة تستخدم للسلع التى لها منشأ جغرافى معين وسمات أو سمعة تنسب للمنتج بسبب هذا الموقع الجغرافى مثل القطن المصرى ، الجبن الدمياطى ،…. الخ، وأغلب المنتجات البدوية يتم تسجيلها بنسبها لمنشئها الجغرافى ، خاصة وأن صفات المنتج وخصائصه وسمعته اكتسبها بشكل أساسى من مكان المنشأ، خاصة كما أن الصفات الخاصة بالمنتج تعتمد على مكان الإنتاج الجغرافى له